الاتصال الحكومي ونهضة الإنسان
الطالبة: : رزان محمد - كلية محمد بن راشد للإعلام في الجامعة الأمريكية بدبي
يُعد الاتصال الحكومي أحد أبرز الأسس التي ترتكز عليها إمارة الشارقة، لضمان رضا المواطنين، وتلبية متطلبات العصر على جميع الأصعدة.
فالاتصال الحكومي يعنى بسبل التواصل والحوار بين المواطنين والمقيمين والحكومة. ويشمل الاتصال جميع فئات المجتمع العمرية، مع التركيز على رأس المال البشري الصعب "الشباب". وتختلف أشكال ومجالات الجهات، والمؤسسات، والمبادرات التي تتيح الفرصة للحوار، وتعزز ثقافة التواصل. فالاتصال الحكومي لا ينحصر فقط في الإطار الضيق لعمل المؤسسات الإعلامية الحكومية المباشرة بين المواطنين والحكومة، بل يشمل أيضاً توفير المساحات الآمنة والمشاريع الخلاّقة التي تشّجع الابتكار والتطوّر، وإنشاء العلاقات، وتبادل الأفكار، وإتاحة الفرص، ورفع مستوى الوعي المجتمعي.
ومن أبرز تلك المساحات، مركز الشارقة لريادة الأعمال "شراع"، الذي تأسس في كانون الثاني (يناير) عام ٢٠١٦، كمبادرة جديدة تقودها رئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير"شروق"، الشيخة بدور بنت سلطان بن محمد القاسمي؛ لدعم وتشجيع الشباب على إقامة مشاريعهم الخاصة، علاوة على تعزيز بيئة ريادة الأعمال في إمارة الشارقة، كمركز جذب للشركات الناشئة محلياً وعالمياً.
وتتمحور رؤية "شراع" حول صنع جيل من رياديي الأعمال، قادر على خلق عائد إيجابي مستدام يعمق الإيجابية في المجتمع؛ وذلك من خلال توظيف طاقات وابتكارات الشباب وزرع ثقافة الحوار، والتجربة، والتفكير النقدي، وتحويل الأفكار إلى مشاريع ملموسة على أرض الواقع. وتتعدد برامج "شراع" من جلسات الحوار المفتوحة، إلى المسابقات، إلى ورش العمل، وكذلك مهرجان الشارقة لريادة الأعمال السنوي.
وعلى الجانب الآخر، من أشكال الاتصال الحكومي الخلاّق، تطل مبادرات شركة "بيئة" وهي إحدى أسرع شركات إدارة البيئة نمواً في الشرق الأوسط، حيث تأسست في عام ٢٠٠٧، بهدف العمل من أجل مستقبل مستدام، من خلال الحلول المبتكرة. وتجسد "بيئة" رؤية حاكم الشارقة، عضو المجلس الأعلى، سمو الدكتور الشيخ سلطان القاسمي؛ لتطوير مدينة الشارقة لتصبح العاصمة البيئية للشرق الأوسط. وتتمحور أشكال الاتصال الحكومي بين "بيئة" وأفراد المجتمع من خلال تقديم خدمات الاستشارات البيئية التي تغطي جودة الهواء والتربة والمياه، ودراسات إدارة النفايات، وعمليات التقييم البيئي، بطرق مستدامة وذات فاعليّة.
ومن مشاركات "بيئة" المجتمعية (مدرسة بيئة للتثقيف البيئي) وهي مبادرة تعليمية بيئية ثنائية اللغة، تهدف إلى إنشاء جيل واعٍ بيئياً، من خلال أنشطة فعالة وممتعة، كأدوات التثقيف البيئي، وورش العمل، والبرامج الميدانيّة السنوية للأساتذة والطلاب على حد سواء. واستطاعت (مدرسة بيئة للتثقيف البيئي) الوصول إلى أكثر من ١٧٠،٠٠٠ طالب و٥٠٠٠ عضو هيئة تدريسية، حسبما يشير موقعها الرسمي.
وقامت "بيئة" بالعديد من المبادرات؛ مثل حملات التنظيف، وورش العمل التوعوية، وتوفير الأكياس الملونة لإعادة التدوير، فضلاً عن إنشاء برنامج إعادة التدوير السكني، وتوفير آليات استعادة المواد. وتعمل "بيئة" أيضاً على غرس ثقافة إعادة التدوير عبر مكافآت تحفيزية مع كل عملية إعادة تدوير.
"شراع" و"بيئة" مثالان من أمثلة الاتصال الحكومي الخلّاق، وغير التقليدي، في إمارة الشارقة. ويثبتان أنّ أشكال ومجالات الاتصال الحكومي مع الأفراد والمؤسسات متعدّدة ومتنوعة، وتحمل أعمق الرسائل السامية وأنبلها: التواصل مع البيئة، ونهضة الإنسان.
ألم يقل سمو الشيخ سلطان القاسمي: "هدفنا توفير الأسس السليمة لبناء مجتمع مستقر مزدهر"؟